fbpx
دين

خير من ألف شهر … الليلة الخفية التي تفوق عمل عمرك

اختص الله عز وجل امة النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الليلة العظيمة ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فهي ليلة مباركة ل‍أمة مباركة، ومن عظيم فضل هذه الليلة ان الله تعالى اختصها بنزول القرآن فيها، فقال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر ـ القدر: 1)، وقال سبحانه (إنا أنزلناه في ليلة مباركة ـ الدخان: 3).

أصل تسمية ليلة القدر

قوله تعالى: “إنا أنزلناه” أيّ القرآن، لأن القرآن الكريم أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفصلًا بحسب الوقائع في 23 سنة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. واختصت ليلة القدر بهذا الحدث التاريخي العظيم في أمتنا، فهي ليلة مباركة وعظيمة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها؛ إذ وصفها الله -سبحانه وتعالى- بأنها “يُفّرَقُ فيها كل أمر حكيم”، أيّ يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكَتبة ما هو كائن من أمر الله تعالى في تلك السَنة من الأرزاق والآجال، والخير والشر وغير ذلك من أوامر الله المحكمة المتقنة، التي ليس فيها لا نقص ولا خلل ولا باطل. وقال ابن الجوزي: وفي تسميتها بليلة القدر 5 أقوال:

  • أحدها: أنها ليلة عظيمة. يقال: لفلان قدر. قال الزهري؟ ويشهد له: “وما قدروا الله حق قدره” [الزمر: 67].
  • والثاني: أنه الضيق. أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون. قال الخليل بن أحمد، ويشهد له: “ومن قدر عليه رزقه” [الطلاق: 7].
  • والثالث: أن القدر الحكم، كأن الأشياء تقدر فيها، قال ابن قتيبة.
  • والرابع: أن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر. قال أبو بكر الوراق.
  • والخامس: لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، وينزل فيها رحمة ذات قدر، وملائكة ذوو قدر، حكاه شيخنا علي بن عبيد الله.

خصائص ليلة القدر

ومن خصائصها ان الله تعالى يقدر فيها مقادير الخلائق على مدار العام، ويكتب فيها الاحياء والاموات، والناجين والهالكين، وذلك بكتابة ما هو مقدر في اللوح المحفوظ ونقله في صحف الملائكة الكتبة، كما قال تعالى (فيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين ـ الدخان: 4 و5).

وبعد قراءة سورة القدر وشروحها وقيمة تلك الليلة في ميزان الله تبارك وتعالى، نخلص لإيراد الفضائل التي اختصت بها تلك الليلة العظيمة، وهي:

  • تنزل القرآن فيها، وهي المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وسلم.
  • ليلة كثيرة البركة والرحمة.
  • هذه الليلة تقدر فيها الآجال والأرزاق وحوادث الليل والنهار.
  • إن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر.
  • الملائكة تتنزل فيها وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة والعتق من النار.
  • أنها سلام من الآفات والعقوبات.
  • من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.

خير من ألف شهر

في تفسير السعدي لهذه الآية{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر [خالية منها]، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلًا، نيفًا وثمانين سنة.

وينزل في هذه الليلة جبريل والملائكة عليهم السلام الى الارض بالخير والرحمة والمغفرة والبركة لأهل الايمان، قال تعالى (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ـ القدر: 4)، فتكون بذلك ليلة سلام للمؤمنين من كل ما يخافون، لكثرة مغفرة الذنوب فيها، والسلامة من العذاب، والعتق من النار، فهي (سلام هي حتى مطلع الفجر ـ القدر: 5). لذا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث المؤمنين على الاجتهاد في العبادة في العشر الاواخر من رمضان لتحري ليلة القدر، فيقول صلى الله عليه وسلم «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» (رواه البخاري).

اللهمَّ أكرمنا في هذا الشهر العظيم بثواب ليلة القدر، وتفضَّل علينا بتوبةٍ نصوحة: تطهرنا بها عقلاً وقلباً وروحاً، اللهم بلغنا ليلة القدر واجعلنا فيها من مجابي الدعاء يا أرحم الراحمين.‏

الوسوم

محمد بوحدة

محرر ، مصمم مواقع وخبير في الأرشفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق