fbpx
رأي

ساعد صديقك ولكن ليس على حساب نفسك ( قصة الحمار و الثور )

كان أحد المزارعين يتوفر على حمار و ثور ، يستعمل الثور في الحرث ويستعين بالحمار في تنقلاته . و كانا الحيوانان يربطان جنبا إلى جنب في فناء المزرعة وتدور بينهما حوارات في المساء.و ذات يوم كان الثور يشتكي إلى الحمار من صلابة الأرض التي يحرثها قائلا : إنني أبذل جهداً شاقاً في جر المحراث من الصباح وحتى الليل. فمهما كان الجو حاراً، أو كانت قدماي متعبتين، تقرحت رقبتي من النير المشدود ،بها فلابد أن أستمر في العمل. أما أنت فحيوان مرفه. إنك مجمل بدثار مزخرف، ولا تفعل شيئاً سوى حمل صاحبنا إلى حيث يرغب . وعندما لا يذهب إلى أي مكان، ترتاح وتتناول الأعشاب الخضراء طوال اليوم.
وبالرغم من التصرفات المؤذية التي يتصف بها الحمار، فإنه كان رفيقاً ومتعاطفاً مع الثور، لذا فقد رد عليه قائلاً: إنك يا صديقي العزيز تعمل بكد شديد وأنا سأساعد في تخفيف أعبائك. سأخبرك بطريقة تستطيع من خلالها أن تحصل على يوم من الراحة. فعندما يأتي الخادم في الصباح كي يوقظك للعمل بالمحراث، اضطجع على
الأرض وتألم كثيراً حتى يقول بأنك مريض وغير قادر على العمل.
وبناءً عليه فقد عمل الثور بنصيحة الحمار. وفي الصباح التالي
عاد الخادم إلى المزارع وأخبره بمرض الثور وبعدم قدرته على سحب
المحراث .

فقال المزارع : اربط الحمار في المحراث لأن الحرث لابد أن يستمر .
وظل الحمار الذي قصد فقط مساعدة صديقه يعمل طوال النهار ووجد نفسه مجبراً على أداء عمل الثور؛ وعندما جن الليل وحرر من المحراث شعر بمرارة في نفسه، وكانت قدماه متعبتين، كما تقرحت رقبته .

في آخر النهار اجتمعا من جديد في الفناء
بدأ الثور حديثه أولاً قائلاً: يا لك من صديق جيد؛ فنتيجة لنصيحتك الحكيمة، استمتعت بيوم من الراحة.
فرد عليه الحمار قائلاً: أما أنا فكنت ذلك الحيوان الساذج بدأ بمساعدة صديق وانتهى بأداء مهمته نيابة عنه. ولكنك لابد أن تجر محراثك مرة أخرى؛ لأنني قد سمعت صاحبنا يقول للخادم بأن يرسل في طلب الجزار إذا مرضت ثانية. وأنا أتمنى أن يفعل ذلك؛ لأنك صديق كسول. وبعد ذلك لم يتحدثا ثانية؛ كان هذا آخر المطاف لصداقتهما .

الوسوم

محمد بوحدة

محرر ، مصمم مواقع وخبير في الأرشفة

مقالات ذات صلة

إغلاق