fbpx
رأي

هروب الأسرى الفلسطينيين .. صفعة آخرى من المقاومة للكيان الإسرائيلي المنفوخ

شهدت الأراضي الفلسطينية أمراً لطالما انتظره الفلسطينيون منذ عقود، وهو انتزاع ستة أسرى لحريتهم من أكثر وأقوى السجون تحصيناً ورقابة في فلسطين المحتلة، وهذا ما أذهل البعيد قبل القريب- وإن أُعيد اعتقال معظمهم بعد فرارهم- في عمل غاية في الذكاء والدهاء الذي تميّز به الشعب الفلسطيني على مر العصور، جاء هروب الأسرى الفلسطينيين لتعزيز الموقف الفلسطيني بانتمائه لأرضه ووطنه ومحاربة الصهاينة بكل ما يملك من قوة، وفي هذه الفترة تكمن قوته في ملعقة طعام صدئة أرعبت وأربكت الكيان الصهيوني.

من جديد انتصار تلو الانتصار في فلسطين المحتلة ضد المحتل الصهيوني، بدأت في حرب الـ11 يوماً باستسلام العدو الصهيوني أمام صواريخ المقاومة التي انهالت على تل أبيب ومستعمراته، ومن ثم قتل قناص صهيوني من قبل مقاوم فلسطيني على حدود غزة، وهو في حصن حصين ومتين بشكل ذكي جداً، والفرار من السجن أيضاً يتوج هذه الانتصارات.

الرسائل التي تحملها هذه المواقف الآن للكيان الغاصب بأنه يتعامل مع شعب إقدامه على الموت أضعاف إقدام العدو على الحياة، ما جعل إسرائيل في مأزق، من الصعوبة بمكان الخروج منه أو ترقيعه إن صح القول، فالأمر واضح وطريقة القصف والقتل والفرار واضحة جداً، وتناولتها جميع وسائل الإعلام العالمية والمحلية، وهذا يبشر بنصر وتحرير للأراضي الفلسطينية، وهذه استراتيجية جديدة بدأت تستعمل ضد هذا الكيان المحتل، وتأتي نتائجها إيجابية ومفيدة ومحققة كما هو واضح ولا لبس فيها.

هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فهناك طابور خامس بدأ يشكك في مثل العمل البطولي من قبل ستة أبطال، وهناك قنوات تلفزيونية بدأت تلعب لعبة غير أمينة ولا نزيهة بالتشكيك بهذا العمل، ونشر من الأخبار المغلوطة الكثير.

الأمر في فلسطين تم بنجاح مذهل وعملية هروب الأسرى الفلسطينيين تمت وجارٍ البحث عن باقي الأبطال المحررين، ولا مجال للتشكيك في مثل هذا العمل، وللمشككين في مثل هذا الأمر العظيم عليهم أن يعلموا أن فكرة تنسيق الهروب أقوى من الهروب نفسه إن حصلت، فهذا العدو الكل يسعى إلى التطبيع معه، باعتقادهم بأنه قوي ولا يمكن اختراقه، وهذه عملية اختراق من النوع الثقيل موجهة إلى المطبعين كي يعلموا مع من يتعاملون.

وفرضية تآمر أو إهمال أو تقصير من حراس هذا السجن المتين الذي بني بمواصفات عالمية عالية جداً لا تغير من فكرة الفرار أبداً، فهذا الأمر يأخذ احتمالين، الاحتمال الأول هو إبقاء هذا الكيان الغاصب هو المنتصر وهو فعلياً مهزوم بالأحداث الأخيرة، وإضعاف لهؤلاء الأبطال بأن الأمر سهل عليهم، وهذا الأمر مرفوض لأن الكيان الإسرائيلي وضعهم في هذا السجن (المعتقل) نظراً لمتانة وصعوبة الهرب منه.

الشعوب العربية من شتى الأصول والمنابت ودول العالم تغنت بهذا الفرار التاريخي والأسطوري، الذي سيصبح فيلماً هوليوودياً بامتياز، ولا أحد يستطيع أن يشكك بمثل هذا العمل.

هذه الأحداث في فلسطين تؤكد أن نهاية هذا الكيان باتت قريبة جداً، فالاستراتيجية الفلسطينية بدأت تتغير بشكل ملحوظ وواضح، والكيان الغاصب أصبح عاجزاً أمام هذه المقاومة التي تملك المفاجآت في كل مرة يقوم هذا العدو باختبار قوة المقاومة.

الوسوم

محمد بوحدة

محرر ، مصمم مواقع وخبير في الأرشفة

مقالات ذات صلة

إغلاق