مريم الهاني، كاتب في سيدي المختار نيوز https://sidimokhtarnews.com/author/gaga/ صوت سيدي المختار إلى العالم Fri, 27 Jun 2025 18:25:23 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.8.1 https://sidimokhtarnews.com/wp-content/uploads/2021/08/cropped-favicone-سيدي-المختار-نيوز-32x32.jpg مريم الهاني، كاتب في سيدي المختار نيوز https://sidimokhtarnews.com/author/gaga/ 32 32 111973535 الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية: بين الرواية الرسمية وتساؤلات الفاعلية https://sidimokhtarnews.com/%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b4%d8%a2%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/ https://sidimokhtarnews.com/%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b4%d8%a2%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/#respond Fri, 27 Jun 2025 18:22:20 +0000 https://sidimokhtarnews.com/?p=557 في 22 يونيو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران: فوردو، نطنز، وأصفهان، ضمن عملية أُطلق عليها اسم “مطرقة منتصف الليل”. جاءت هذه الضربات في سياق التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وبعد أيام من هجمات إسرائيلية استهدفت مواقع إيرانية. أثارت هذه العملية جدلاً واسعاً …

ظهرت المقالة الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية: بين الرواية الرسمية وتساؤلات الفاعلية أولاً على سيدي المختار نيوز.

]]>
في 22 يونيو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران: فوردو، نطنز، وأصفهان، ضمن عملية أُطلق عليها اسم “مطرقة منتصف الليل”. جاءت هذه الضربات في سياق التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وبعد أيام من هجمات إسرائيلية استهدفت مواقع إيرانية. أثارت هذه العملية جدلاً واسعاً حول فعاليتها، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية لم تكن بالحجم الذي زعمته الإدارة الأمريكية، وأن إيران ربما نجحت في حماية مواردها النووية الحساسة قبل الهجوم الأمريكي .

خلفية الهجوم الأمريكي

جاء الهجوم الأمريكي بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، التي بدأت بهجمات إسرائيلية مفاجئة في 13 يونيو 2025 استهدفت مواقع عسكرية ونووية إيرانية. وفي ظل فشل المفاوضات الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA)، ومع اقتراب إيران من تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% – وهي نسبة قريبة من المستوى المطلوب لصنع أسلحة نووية – قررت إدارة ترامب التدخل العسكري المباشر. أعلن ترامب أن الضربات دمرت المنشآت النووية الإيرانية “بالكامل”، مشيراً إلى أنها استهدفت مراكز تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز، ومركز الأبحاث النووية في أصفهان. ومع ذلك، سرعان ما ظهرت تقارير تشكك في هذه الرواية، مشيرة إلى أن الأضرار كانت محدودة، وأن إيران ربما استعدت مسبقاً للحد من تأثير الهجوم.

رواية الإدارة الأمريكية وادعاءات التدمير الكامل

في خطاب متلفز من البيت الأبيض، وصف ترامب الضربات بأنها “نجاح عسكري باهر”، مؤكداً أن المنشآت النووية الإيرانية “دُمرت بالكامل”. وأشار إلى أن العملية نُفذت باستخدام قاذفات B-2 Spirit الشبحية، مدعومة بطائرات F-22 وF-35 وصواريخ توماهوك التي أطلقتها غواصة أمريكية في الخليج. كما أشاد بالتنسيق مع إسرائيل، واصفاً إياه بـ”عمل فريق لم يسبق له مثيل”. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات تواجه تساؤلات حول مدى دقة تقييم الأضرار، خاصة مع تأكيد مسؤولين إيرانيين أن المنشآت لم تتعرض لأضرار جسيمة، وأن عمليات تخصيب اليورانيوم لم تتوقف.

تقارير استخباراتية أمريكية أولية، بالإضافة إلى تحليل صور الأقمار الصناعية، أشارت إلى أن الضربات تسببت في أضرار ملحوظة، خاصة في منشأة فوردو، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية ست حفر كبيرة تشير إلى استخدام ذخائر ثقيلة. ومع ذلك، أكدت مصادر إيرانية، بما في ذلك وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، أن المواد المشعة لم تكن موجودة في المواقع المستهدفة أثناء الهجوم، مما يشير إلى أن إيران ربما تلقت تحذيراً مسبقاً ونقلت اليورانيوم المخصب إلى مواقع آمنة. هذا الادعاء يتماشى مع تقارير سابقة عن قدرات إيران الاستخباراتية، التي مكنتها من تتبع تحركات عسكرية إسرائيلية وأمريكية في المنطقة.


التشكيك في استخدام قنابل GBU-57 الخارقة


زعم البنتاغون أن العملية استخدمت قنابل GBU-57A/B Massive Ordnance Penetrator (MOP)، وهي قنابل خارقة للتحصينات تزن حوالي 13.6 طن، وتُعد الأقوى من نوعها في الترسانة الأمريكية غير النووية. صُممت هذه القنبلة لاختراق المنشآت المحصنة تحت الأرض، مثل منشأة فوردو التي تقع على عمق 80-90 متراً داخل جبل وربما أكثر. ومع ذلك، هناك شكوك حول استخدام هذه القنبلة بسبب تكلفتها المالية الباهظة، حيث تُقدر تكلفة كل قنبلة بحوالي 3.5 مليون دولار، بالإضافة إلى تكاليف النقل والتشغيل التي تتطلب طائرات B-2 المتقدمة.

بدلاً من ذلك، تشير بعض التحليلات إلى أن الولايات المتحدة ربما استخدمت ذخائر أقل تكلفة، مثل صواريخ توماهوك أو قنابل موجهة أخرى، لتحقيق تأثير مشابه ولكن بفعالية أقل ضد المنشآت المحصنة. على سبيل المثال، أشارت تقارير إلى أن صواريخ توماهوك، التي أطلقت بأعداد كبيرة (30 صاروخاً على نطنز وأصفهان)، ربما استُخدمت لاستهداف البنية التحتية السطحية بدلاً من الأهداف تحت الأرض. كما الجيش الأمريكي يتوفر على 20 قنبلة فقط من هذا النووع ، فكيف له أن يستعمل 13 منها في هجوم واحد و يهدد احتياطه الاستراتيجي . هذا الخيار يتماشى مع استراتيجية تقليل التكاليف، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية التي تواجهها الولايات المتحدة في عملياتها العسكرية الخارجية.

علاوة على ذلك، فإن تحليل صور الأقمار الصناعية، الذي أجرته شركة ماكسار، أظهر وجود حفر ارتطام، لكنها لم تكن بالحجم المتوقع من قنبلة GBU-57، التي تُصمم لاختراق أعماق كبيرة وتدمير بنى تحتية محصنة. كما أن غياب حفر انفجار هائلة عند نقاط الدخول يدعم الفرضية القائلة إن القنابل المستخدمة ربما لم تكن من طراز GBU-57، بل ذخائر أقل قدرة على الاختراق، مما قلل من تأثير الهجوم على المنشآت المحصنة مثل فوردو.

نقل اليورانيوم المخصب إلى مكان آمن


واحدة من أبرز النقاط التي أثارت الجدل هي التقارير التي أفادت بأن إيران نجحت في نقل اليورانيوم المخصب من المنشآت المستهدفة إلى مواقع آمنة قبل الهجوم. وفقاً لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، لم تكن هناك مواد مشعة في المواقع الثلاث أثناء الضربات، مما يعني أن إيران ربما تلقت تحذيراً مسبقاً من مصادر استخباراتية أو رصدت تحركات عسكرية أمريكية وإسرائيلية. هذه الخطوة تتماشى مع استراتيجية إيران طويلة الأمد في حماية برنامجها النووي، حيث طورت شبكة من المنشآت السرية وأنظمة الحماية لضمان استمرارية أبحاثها.

تقارير استخباراتية سابقة، بما في ذلك وثائق سرقتها المخابرات الإسرائيلية عام 2018، أشارت إلى أن إيران تمتلك خطط طوارئ لنقل المواد النووية الحساسة في حالة التهديدات العسكرية. كما أن إيران عززت منشآتها تحت الأرض، مثل فوردو، لتكون أكثر مقاومة للضربات الجوية، مما يعني أنها ربما توقعت هجوماً محتملاً وقامت باتخاذ الاحتياطات اللازمة. هذا الإجراء قلل من تأثير الهجوم الأمريكي ، حيث ظل الجزء الأساسي من البرنامج النووي – أي المواد المخصبة – بعيداً عن الأذى.

تداعيات الهجوم الأمريكي وردود الفعل الدولية


ثارت الضربات الأمريكية ردود فعل متباينة. من جهة، أشاد مسؤولون إسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالعملية، معتبرين أنها خطوة حاسمة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، أدانت دول مثل روسيا والصين وباكستان الهجوم، واصفة إياه بانتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن الضربات تمثل “تصعيداً خطيراً” قد يؤدي إلى حرب إقليمية.

من جانبها، أعلنت إيران عن مقتل ستة من أفراد جيشها في هجمات إسرائيلية متزامنة، وتعهدت بالرد، محذرة من أن الهجمات الأمريكية ستكون لها “عواقب وخيمة”. ومع ذلك، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن عمليات التخصيب لم تتوقف، مما يدعم الرواية القائلة إن الضربات لم تحقق الهدف الاستراتيجي المتمثل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني.

الحصيلة

الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو 2025، على الرغم من الضجة الإعلامية التي أحاطت به، لم يحقق الأهداف الاستراتيجية التي روجت لها إدارة ترامب. الشكوك حول استخدام قنابل GBU-57 الخارقة، بسبب تكلفتها العالية، والدلائل على نقل إيران لليورانيوم المخصب إلى مواقع آمنة، تشير إلى أن الضربات كانت أقل فعالية مما زُعم. في حين أن الهجوم قد يكون ألحق أضراراً ببعض البنى التحتية، فإن قدرة إيران على مواصلة برنامجها النووي، إلى جانب تهديداتها بالرد، يجعل الوضع أكثر تعقيداً. هذا التصعيد يؤكد الحاجة إلى حلول دبلوماسية مستدامة لتجنب حرب إقليمية قد يكون لها عواقب وخيمة على الشرق الأوسط والعالم.

المراجع:

تقارير وكالة الطاقة الذرية الدولية، يونيو 2025.
تحليل صور الأقمار الصناعية، ماكسار تكنولوجيز، يونيو 2025.
تصريحات دونالد ترامب، تروث سوشيال، 22 يونيو 2025.
تقارير إعلامية من CNN وBBC، يونيو 2025.


ظهرت المقالة الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية: بين الرواية الرسمية وتساؤلات الفاعلية أولاً على سيدي المختار نيوز.

]]>
https://sidimokhtarnews.com/%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b4%d8%a2%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/feed/ 0 557
البرنامج النووي الإيراني : نشأته، علاقته ببرنامج الصواريخ، وخطره على إسرائيل https://sidimokhtarnews.com/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7%d9%85%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d9%88%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a/ https://sidimokhtarnews.com/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7%d9%85%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d9%88%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a/#respond Sat, 21 Jun 2025 18:14:34 +0000 https://sidimokhtarnews.com/?p=551 يُعتبر البرنامج النووي الإيراني من أكثر القضايا إثارة للجدل على الساحة الدولية، حيث يثير قلقاً كبيراً في الأوساط الإقليمية والعالمية، وخاصة في إسرائيل التي ترى فيه تهديداً وجودياً. بدأ البرنامج النووي الإيراني في منتصف القرن العشرين كجزء من طموحات إيران لامتلاك الطاقة النووية، لكنه تحول مع مرور الزمن إلى محور نزاع سياسي وعسكري بين إيران …

ظهرت المقالة البرنامج النووي الإيراني : نشأته، علاقته ببرنامج الصواريخ، وخطره على إسرائيل أولاً على سيدي المختار نيوز.

]]>
يُعتبر البرنامج النووي الإيراني من أكثر القضايا إثارة للجدل على الساحة الدولية، حيث يثير قلقاً كبيراً في الأوساط الإقليمية والعالمية، وخاصة في إسرائيل التي ترى فيه تهديداً وجودياً. بدأ البرنامج النووي الإيراني في منتصف القرن العشرين كجزء من طموحات إيران لامتلاك الطاقة النووية، لكنه تحول مع مرور الزمن إلى محور نزاع سياسي وعسكري بين إيران والمجتمع الدولي. ترتبط هذه الطموحات النووية ارتباطاً وثيقاً ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، مما يزيد من حدة المخاوف، خاصة بالنسبة لإسرائيل التي تعتبر نفسها الهدف الأول لهذا البرنامج.

نشأة البرنامج النووي الإيراني

بدأ البرنامج النووي الإيراني في خمسينيات القرن العشرين، خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي، ضمن إطار برنامج “الذرة من أجل السلام” الذي أطلقته الولايات المتحدة. كانت إيران آنذاك حليفاً وثيقاً لواشنطن، وقد تلقت دعماً تقنياً من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لبناء منشآت نووية لأغراض مدنية. في السبعينيات، وبفضل ارتفاع أسعار النفط، سعت إيران إلى توسيع برنامجها النووي، بهدف بناء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، وربما أيضاً لتطوير قدرات عسكرية محتملة. وقّعت إيران معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) عام 1968، مما ألزمها باستخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية فقط.


لكن الثورة الإسلامية عام 1979 غيّرت مسار البرنامج النووي. بعد إسقاط الشاه، أوقف المرشد الأعلى آية الله الخميني الأبحاث النووية العسكرية، معتبراً الأسلحة النووية محرمة وفق الفقه الإسلامي. مع ذلك، سمح بأبحاث صغيرة النطاق في مجال الطاقة النووية. خلال الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)، تعرضت إيران لهجمات كيميائية من العراق، مما دفعها لإعادة النظر في برنامجها النووي كوسيلة لردع التهديدات الإقليمية. في التسعينيات، تحت قيادة الرئيس هاشمي رفسنجاني والمرشد الأعلى علي خامنئي، استؤنفت الأنشطة النووية، بما في ذلك أنشطة سرية لتخصيب اليورانيوم، مما أثار شكوك الغرب حول النوايا الحقيقية لإيران.

في أوائل الألفية الجديدة، كشفت تقارير استخباراتية عن وجود منشآت نووية سرية في نطنز وفوردو، مما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) إلى تكثيف تفتيشاتها. أظهرت تقارير الوكالة أن إيران طورت قدرات تخصيب اليورانيوم، وهي خطوة يمكن أن تُستخدم لإنتاج أسلحة نووية إذا تم رفع مستوى التخصيب إلى 90%. على الرغم من إصرار إيران على أن برنامجها سلمي، إلا أن تقارير الوكالة ومزاعم دول غربية أشارت إلى دراسات إيرانية محتملة لتصميم أسلحة نووية قبل عام 2003.

العلاقة بين البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ

برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني هو جزء لا يتجزأ من استراتيجيتها العسكرية، ويُنظر إليه كمكمل لقدراتها النووية المحتملة. بدأت إيران تطوير برنامجها الصاروخي في الثمانينيات خلال الحرب مع العراق، حيث ركزت على بناء ترسانة صاروخية لردع التهديدات الإقليمية. يشمل البرنامج صواريخ متنوعة، مثل صواريخ “شهاب” و”فاتح-313″ و”قيام-1″، التي يتراوح مداها بين 300 و2800 كيلومتر، وهي قادرة على استهداف أهداف في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل.

العلاقة بين البرنامجين النووي والصاروخي تكمن في القدرة على دمج رؤوس نووية مع صواريخ باليستية. تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أشارت إلى أن إيران أجرت دراسات حول تصميم أسلحة نووية، بما في ذلك تجارب على أنظمة التفجير وتطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. على سبيل المثال، صواريخ مثل “شهاب-3” يمكن أن تُعدل لتحمل رؤوس نووية، مما يجعلها أداة تسليم فعالة إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً. كما أن تعاون إيران مع كوريا الشمالية في مجال تكنولوجيا الصواريخ الباليستية عزز من قدراتها، حيث تلقت إيران صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية في إطار صفقات تبادل تكنولوجي.

إيران تصر على أن برنامجها الصاروخي دفاعي بطبيعته، ويهدف إلى حماية سيادتها الوطنية. لكن الدول الغربية وإسرائيل ترى أن التطوير المستمر لصواريخ دقيقة وطويلة المدى، مثل “فاتح-313″، يشير إلى طموحات أوسع تتجاوز الدفاع، خاصة عندما يُقرن مع قدرات تخصيب اليورانيوم التي وصلت إلى 60%، وهي نسبة قريبة من المستوى المطلوب لصنع أسلحة نووية. هذا التكامل بين البرنامجين يجعل إيران تهديداً محتملاً للأمن الإقليمي، حيث يمكن أن تستخدم صواريخها لنقل أسلحة نووية أو تقليدية إلى أهداف بعيدة.

لماذا تشكل إيران خطراً على إسرائيل؟

إسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديداً وجودياً لعدة أسباب. أولاً، التوترات التاريخية بين البلدين، التي تفاقمت بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حيث أصبحت إيران أحد أبرز الداعمين للجماعات المعادية لإسرائيل مثل حزب الله والحوثيين. تصريحات المسؤولين الإيرانيين، التي غالباً ما تتضمن تهديدات ضد إسرائيل، تزيد من حدة هذه المخاوف.


ثانياً، قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية (60% حالياً) تقلل من “زمن الاختراق النووي“، أي الوقت اللازم لإنتاج سلاح نووي، إلى أسابيع فقط إذا اتخذت إيران قراراً سياسياً بذلك. هذا التقدم التقني، إلى جانب امتلاكها صواريخ باليستية دقيقة، يعني أن إيران قد تكون قادرة على استهداف إسرائيل بسلاح نووي في المستقبل.

ثالثاً، الضربات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، مثل عملية “الأسد الصاعد” في يونيو 2025، كشفت عن ضعف الدفاعات الإيرانية، لكنها أيضاً أثارت مخاوف من أن هذه الهجمات قد تدفع إيران لتسريع برنامجها النووي كرد فعل. تقارير تشير إلى أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع تسع قنابل نووية، مما يجعل أي تصعيد عسكري محفوفاً بالمخاطر.

رابعاً، إيران تمتلك شبكة استخباراتية وأسلحة سيبرانية متقدمة، مما يعزز قدرتها على الرد على إسرائيل بطرق غير تقليدية. على سبيل المثال، أعلنت إيران حيازتها وثائق حساسة حول البرنامج النووي الإسرائيلي، مما يشير إلى حرب استخباراتية مستمرة قد تزيد من التوترات.

أخيراً، هناك مخاوف من أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية، مثل فوردو وبوشهر، قد يؤدي إلى كارثة بيئية تشبه تشيرنوبل، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي. هذه المخاطر تجعل إسرائيل ترى أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي هو أولوية استراتيجية، حتى لو تطلب ذلك عمليات عسكرية استباقية.

التحديات والمخاطر المستقبلية

على الرغم من الجهود الدولية، بما في ذلك العقوبات وقرارات مجلس الأمن الدولي مثل القرار 1929 (2010) والقرار 2231 (2015)، لم تنجح الدبلوماسية بشكل كامل في احتواء طموحات إيران النووية. الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA) وضع قيوداً على تخصيب اليورانيوم، لكن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 وتشديد العقوبات دفعا إيران لاستئناف أنشطة التخصيب بنسب أعلى.

من جهة أخرى، إسرائيل تواصل عدوانها على إيران، لكن هذه الضربات قد تكون لها نتائج عكسية. بعض التقارير تشير إلى أن الهجمات قد تدفع إيران للانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والسعي الصريح لتطوير أسلحة نووية. كما أن إيران تمتلك القدرة على الرد عبر صواريخها الباليستية أو هجمات سيبرانية، مما يجعل أي مواجهة محتملة ذات تكلفة باهظة للطرفين.


ظهرت المقالة البرنامج النووي الإيراني : نشأته، علاقته ببرنامج الصواريخ، وخطره على إسرائيل أولاً على سيدي المختار نيوز.

]]>
https://sidimokhtarnews.com/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7%d9%85%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d9%88%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a/feed/ 0 551
ماذا يعني وطن ؟ أمكان ولدت فيه أم إحساس يكتنف فؤادك https://sidimokhtarnews.com/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b7%d9%86/ https://sidimokhtarnews.com/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b7%d9%86/#respond Mon, 13 May 2024 22:04:54 +0000 https://sidimokhtarnews.com/?p=448 يصعب علينا تحديد إجابة دقيقة للوطن أو صياغة تعريف مناسب وواضح له. إننا لا نستطيع أن نبدأ أي حديث حول حب الوطن أو المواطنة أو الشعور بالانتماء للموطن مع أبناءنا، قبل أن نتفق على إجابة دقيقة لسؤال ماذا يعني وطن ؟ من خلال تصحيح تمثلات المفهوم . يقول فتغنشتاين: “إننا نسمي الأشياء أولا ثم نستطيع …

ظهرت المقالة ماذا يعني وطن ؟ أمكان ولدت فيه أم إحساس يكتنف فؤادك أولاً على سيدي المختار نيوز.

]]>
يصعب علينا تحديد إجابة دقيقة للوطن أو صياغة تعريف مناسب وواضح له. إننا لا نستطيع أن نبدأ أي حديث حول حب الوطن أو المواطنة أو الشعور بالانتماء للموطن مع أبناءنا، قبل أن نتفق على إجابة دقيقة لسؤال ماذا يعني وطن ؟ من خلال تصحيح تمثلات المفهوم . يقول فتغنشتاين: “إننا نسمي الأشياء أولا ثم نستطيع الكلام عنها” .

قال الخليل عن الوطن: ” موطن الإنسان ومحله .. ويقال: أوطن فلان أرض كذا، أي: اتخذها محلا ومسكنا يقيم بها … والموطن: كل مكان قام به الإنسان لأمر”. ويعرف رفاعة الطهطاوي الموطن في لغة أدبية فيقول: “عش الإنسان الذي فيه درج، ومنه خرج، ومجمع أسرته، ومقطع سرته، وهو البلد الذي نشأته تربته وغذاؤه وهواؤه، ورباه نسيمه وحلت عنه التمائم فيه”.

الموطن المكان الذي يولد ويقيم فيه الإنسان مع جماعة من الناس يربطه بهم التاريخ والحدود الجغرافية والمصالح المشتركة والشعور بالانتماء إلى المكان أمر فطري؛ ولكن لا يدعم هذا الانتماء ويعززه إلا الشعور بأن هذا الكيان يحمي الإنسان. ويسهل عليه أمور حياته. ويكفل له حقوقه في مقابل ما يلزمه نحوه من واجبات. وتلك المزايا التي يتميز بها ويراها بشكل محسوس في كل مكان على أرض وطنه لا يمكن أن يمنحها له كيان آخر.

“سُئل الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو… ماذا يعني وطن ؟!
فأجاب: الموطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه (مواطن) من الثراء ما يجعله قادراً على شراء (مواطن) آخر، ولا يبلغ فيه (مواطن) من الفقر ما يجعله مضطراً أن يبيع نفسه أو كرامته.

 الموطن هو رغيف الخبز، والسقف، والشعور بالانتماء. هو الدفء والإحساس بالكرامة…

 ليس الموطن أرضاً فقط، ولكنه الأرض والحق معاً. الوطن هو حيث يكون المرء بخير..”

عادة ما يخلط الناس بين الانتماء و الولاء للموطن تقول الدكتورة جنان التميمي في هذا ” يختلف مفهوم الانتماء الوطني عن الولاء الوطني. فالانتماء الوطني حاجة نفسية اجتماعية أساسية عامة لدى الإنسان، تمثل المستوى الأعمق للولاء من الناحية السيكولوجية. والانتماء مفهوم أضيق في معناه من الولاء. والولاء الوطني جملة المشاعر والأحاسيس والسلوكيات الإيجابية التي يحملها الفرد تجاه وطنه والتي تتجسد في الحب والمسؤولية والبذل والعطاء والتضحية من أجل نصرة الموطن ورفعته. والولاء في مفهومه الواسع يتضمن الانتماء فلن يحب الفرد الوطن ويعمل على نصرته والتضحية من أجله إلا إذا كان هناك ما يربطه به. أما الانتماء فلا يتضمن بالضرورة الولاء.”

إن الوطن الحقيقي له رؤية متماسكة وخطاب واضح يتمكن من بناء مفهوم متكامل المعالم لفكرة الوطن الذي يمثل رمز وحدة شعب يختلفون في أطيافهم وآرائهم، مع حفظ كل هذه الانتماءات تحت نظام واحد وعلى أرض واحدة. حين يتكون جواب سؤال ما الوطن ؟ في أذهاننا من هذه المكونات يستطيع الفرد أن يفهم الموطن في صورته المعاصرة ويحب نظامه السياسي مثلما يحب أرضه ويترجم ذلك الحب إلى ولاء.

ظهرت المقالة ماذا يعني وطن ؟ أمكان ولدت فيه أم إحساس يكتنف فؤادك أولاً على سيدي المختار نيوز.

]]>
https://sidimokhtarnews.com/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b7%d9%86/feed/ 0 448