رأي
الإنتخابات المغربية : التغيير و الأيديولوجيا و المقاطعة
تم تخصيص مبلغ 1.5 مليار درهم ل الإنتخابات المغربية في قانون المالية برسم سنة 2021 .وسيتم خلالها تجديد كافة المؤسسات المنتخبة الوطنية والمحلية والمهنية، من مجالس جماعية ومجالس إقليمية ومجالس جهوية وغرف مهنية، وانتخابات ممثلي المأجورين، ثم مجلسي البرلمان.سنحاول خلال هذا المقال المقتضب طرح مجموعة من الأسئلة حول جدوى هذه الإنتخابات .
هل تستطيع هذه الأحزاب التغيير؟
من خلال قراءة بسيطة لشعارات الحملة الإنتخابية لأبرز الأحزاب المغربية
العدالة والتنمية : لنواصل الإصلاح
التجمع الوطني لأحرار: تستاهل أحسن
الأصالة و المعاصرة : باش نزيدو القدام
يتضح أن الكل ينادي بالتغيير فهل ياترى يعلم هؤلاء ما التغيير حقا ؟
“إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.. كل تغيير يجب أن يبدأ من هذه النقطة وهي تغيير النفس، الأحزاب لا تستطيع التغيير كونها لا تستطيع تغير جلودها .
الأشخاص نفسهم يتكررون فأنت تجد من الاحزاب من لم يغير امينه العام منذ 20 سنة .
الوعود الإنتخابية نفسها التي نسمعها كل موسم انتخابي ولا تتحقق، حتى ان أحد الفنانين سأل احد السياسيين هل تعدنا بأن تحقق الوعود التي تعدنا بها كل مرة فما كان من السياسي الا ان اضاف وعدا آخر الى وعوده الاولى كي يضمن تصديق الفنان لوعوده .
نفس المال السياسي القذر الذي يوزع هنا وهناك .
فأين التغيير؟ انتم لم تتغيروا حتى يتحقق التغيير الذي هو شعاركم .
الجديد في هذه الحملة الانتخابية هو استغلال بعض مواقع التواصل الاجتماعي كفضاء للحملة الانتخابية مع الاعتماد على بعض الفنانين والممثلين لاستمالة الناخبين لانه وللاسف مجتمعاتنا تعاني من مشكل القدوه فالكثير من الشباب يعتبرون هؤلاء الممثلين والمغنيين ولاعبي كره القدم قدوات لهم وهذا ما يستغله السياسي .
هل لإيديولوجيا مكان في الإنتخابات المغربية ؟
يقول الباحث الجامعي حفيظ الزهري” الأحزاب المغربية أصبحت تعيش حالة تيه أيديولوجي في ظل الغياب التام لتحالفات حزبية مبنية على أساس أيديولوجي كما عهدنا ذلك خلال السبعينات والثمانينات.أصبح من الصعب التمييز بين الأحزاب الاشتراكية أوالليبرالية أو أحزاب الوسط، وأصبحت تتشابه في برامجها وقاعدتها، وهذا ما ظهر جليا ما بعد انتخابات 2015 و 2016، التي نتج عنها تحالف حكومي ضم اليميني واليساري والمحافظ، وفق برنامج حكومي لا علاقة له ببرامج هذا التحالف وهذا ما يجعلنا نقر بموت التحالفات السياسية ذات الطابع الأيديولوجي لتفتح المجال التحالفات على أساس النتائج البرلمانية”
أما الباحث السياسي عبد الصمد بلكبير فيرى أن ” البعد الأيديولوجي الذي يعكس البعد الاجتماعي الطبقي ليس هو الحاسم في تعامل الأحزاب، وما يجمع في الشرط الوطني هو أكثر ما يفرقهم وبالتالي فمسألة الأيديولوجيا هي مسألة ثانوية جدا في تحالف الأحزاب”.
من المستفيد من المقاطعة ؟
يجب ان نتفق اولا ان أشكال المقاطعة في الانتخابات تتعدد فليس الجميع يقاطع للسبب نفسه، فهناك من يقاطع بناء على موقف سياسي رافض للانتخابات في ظل التحكم من طرف أم الوزارات في كل صغيرة وكبيرة ويقدم مجموعة من الشروط إن هي تحققت فيشارك في الانتخابات ونذكر هنا النهج الديمقراطي وجماعة العدل والإحسان . وهناك من يقاطع من منطلق أن ليس في القنافد أملس ولا أحد من السياسيين يستحق ثقتي وصوتي. بل هناك ايضا من يقاطع لمجرد أنه يخشى الاحتكاك بالإدارة ويفضل دائما السير بجانب الحائط وهناك أوجه اخرى للمقاطعة , أما فيما يخص المستفيدين من المقاطعة فهما اثنان لا ثالث لهما أولهما سماسرة الانتخابات الذين يصنعون كتلتهم الناخبة من خلال شراء الذمم , وثانيهما حزب العدالة والتنمية الذي يتوفر على كتلة انتخابية ثابتة لا تتأثر كثيرا بالمقاطعة .
.