رأي
نظرية التمثل .. دور التمثلات في العملية التعليمية التعلمية
نظرية التمثل تهتم بمحاولة ضبط العمليات الأساسية التي يقطعها الطفل في بناء المعارف والحديث عنها كموضوع يقتضي التحليل والتأمل ومحورًا من محاور الخطابات الفلسفية منذ عهود بعيدة، وعلى الرغم من قدم نشأته فقد تمكن من اختراق أكثر من ممارسة لأنه واحد من المفاهيم الضرورية في كل فعل تعليمي الذي يعنى بالسيرورة الذهنية التي يتبعها عقل المتعلم في اكتسابه للمعارف ومساهمته في تخطي العوائق.
مفهوم التمثلات
التمثل في اللغة العربية من مثل الشيء، أي صوره حتى كأنه ينظر إليه وامتثله تصوره ومثلت له كذا تمثيلًا إذا صورته له مثاله بالكتابة أو غيرها، وتمثل الشيء بالشيء تشبيه به.
فالتمثيل والتمثل إذًا متقاربان وهما يتشاركان في أمرين، أحدهما حضور صورة الشيء في الذهن والأخرى قيام الشيء مقام الشيء.
– ويعد التمثل داخل البيداغوجيا دراية قبلية للمتعلم، أي علب للمعارف على شكل: صحيح أو خطأ، والتي ينبغي على المدرس تقدريها بالتعرف عليها وتقييمها إذا ما رغب في الوصول إلى تعديل في البنية المعريفاتية لتلميذه، ذلك أن الفهم يفيد تعديل التمثلات الشخصية، إذا ما وجد تناقضًا بين تمثلات التلميذ وتمثلات المدرس فإن هذا الأخير لا يجب عليه الذهاب عكس اتجاه التلميذ، بل عليه وتقدير إطار الاستيعابي الذي يسمح للتلميذ بهذا النمط من التمثلات، إذ إنه من خلال وضعية الديداكتيكية ملائمة، يمكن الوصول إلى تعديل المرغوب لتمثل الأساسي؛ لأنه من الصعوبة بمكان الحديث عن التصورات الصحيحة والخاطئة إذ نفضل ربط ذلك بفكرة» مجال الصدق أو مجال الصلاحية لتمثل».
أنواع التمثلات
يمكن الحديث عن أنواع عدة من التمثلات، مثل:
التمثلات الفطرية الوراثية والتمثلات المكتسبة من الواقع والتجربة، فضلًا عن التمثلات القبلية والآنية والبعدية، وهناك أيضًا التمثلات الاجتماعية، والتمثلات النفسية، والتمثلات الثقافية، والتمثلات العلمية، والتمثلات البيداغوجية، والتمثلات الديداكتيكية، والتمثلات القيمية، إلخ… وثمة تمثلات صورية تتعلق بالمورفولوجيا كالشكل، والحجم، والبنية… وتمثلات مفهومية مرتبطة باللغة واللفظ كالسعادة، والحق، والعدالة… وتمثلات عملية إنجازية تسعفنا في مواجهة وضعيات مهنية عملية، وتمثلات تتعلق بأشياء لم يسبق لنا إدراكها، وتمثلات ترتبط بأشياء مدركة قبليًا.
إضافة إلى التمثلات الإيجابية وهذا النوع يساعد ويدعم عملية تعلم المعرفة والعلم، فإذا تسلح المتعلم بتمثلات إيجابية سليمة يسهل عليه التعلم واكتساب معارف جديدة كما يدعم بنائه للمعرفة الموضوعية (وهي دائمًا نسبية).
كذلك التمثلات السلبية: أو الخاطئة، وهي المعيقة للتعلم وامتلاك المعرفة.
وظائف التمثلات
إن المتعلم لا يأتي إلى الفصل عبارة عن صفحة بيضاء، بل يحمل معه عدة تمثلات باعتبارها أفكار ومعاني تترجم تصوراته حول العالم، وهذه التصورات قد تكون خاطئة فتحتاج إلى الهدم، أو فيها جانب من الصحة ينبغي دعمها وتعزيزها وتثبيتها، وقد لا تكون بالمرة فيُتطلب بناؤها. ولا يتأتى الوقوف على هذا بطبيعة الحال إلا بفسح المجال للمتعلمين من أجل التعبير عن تصوراتهم، بل تشجيعهم أو استفزازهم بيداغوجيا حتى يعبروا عن هذه المعارف القبلية، على اعتبار أن المتعلم هو قطب الرحى ومحور العملية التعليمية التعلمية ومركزها، «لقد حان الوقت أن يغير الأستاذ من وظيفته التي يتصرف من خلالها كمالك للمعرفة؛ يتحدث كيف يشاء ومتى يريد وبأي طريقة يختار، ويهيمن على الزمن المدرسي ويسيطر على فضاء التمدرس بدون الاكتراث بالآخر الذي هم في الحقيقة المقصود من التعليم والتعلم.
ويمكن إجمال وظائف التمثلات فيما يلي:
_ مراعاة تمثلات المتعلم الضامن الرئيسي لإشراكه في بناء الدرس، وذلك عبر إفساح المجال له للتعبير عن أفكاره وتصوراته تجاه موضوع الدرس، بإثارته عبر الأنشطة والأسئلة التي تثير تصوراته ومعارفه الداخلية، وتنمي قدراته على مواجهة المشاكل وحل المعضلات.
_ التمثلات أساس لبناء التعلمات: حيث أن التمثلات هي أساس الانطلاق في تخطيط وتدبير جميع الأفعال التربوية والممارسات التعليمية في جميع المواد الدراسية… على اعتبار أن المتعلم لا يشتغل من فراغ أثناء بناء المعارف واكتساب المهارات، بل على العكس من ذلك ينطلق من تمثلات معينة إلى بناء تمثلات أخرى ذات قوة تفسيرية أكبر، وقدرة أوسع على تحقيق التوازن (بين تصوراته والتعلمات الجديدة)، فالتعلم بهذا المعنى ليس مجرد تلقين ونقل لمعارف جاهزة، ولكن أيضا سيرورة تحويل للتمثلات الأولية للتلاميذ إلى أساس بيداغوجي لتصحيحه إن كانت خاطئة، أو تعميقها إن كانت صحيحة، وجعلها مستندًا لبناء واكتساب المعارف، والمهارات، والمواقف الجديدة.
_ إن التمثلات عملية تمكن المدرس من تشخيص عوائق التعلم لدى المتعلم ورصد خصائصه النمائية والتعرف على منابع أفكاره ومعارفه، فالتمثلات بوابة أساسية للوصف الدقيق للانتماء الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمتعلم.
_ التمثلات اعتراف بشخصية المتعلم: إن اهتمام الأستاذ بتمثلات المتعلم له دلالة أخلاقية تشعر المتعلم بأن المدرسة تنصت تنصت له وتحترم رأيه، وفي ذلك اعتراف بالمتعلم كشخصية كاملة وكشريك فعال في العملية التربوية، والاعتراف بالمتعلم وتقديره من شأنه أن يمتص ويقلل بعض السلوكات السلبية التي تستفحل في فصولنا.
_ أيضًا من وظائف التمثلات كونها تقوم بدور تواصلي فعال داخل الفضاء الدراسي؛ مما يجعله يعدل تمثلاته أو يصححها أو يقومها ذاتيًا وجماعيًا وتبادليًا.
مميزات وخصائص التمثل
الخصائص الرئيسة للتمثل كما يلي:
-التمثل إعادة انتاج متجانس وملتحم ومبسط لخصائص موضوع ما، فهو ليس بالضرورة إعادة إنتاج مطابق للموضوع الذي يعيد إنتاجه، بقدر ما هو تنظيم جديد للمعلومات المرتبطة بهذا الموضوع.
-يتم التمثل بالاعتماد على الصور فهو عملية تأمل تقع بين المفهوم والإدراك.
-وهذه الخصائص تدحض الفكرة التي تجعل التمثل عملية تركيبية تصاعدية تنقل عن البسيط إلى المعقد.
-والتمثل في مضمون بنيته الخاصة، بنية ذات دلالة ومعنى محدد.
لمحة تاريخية عن نظرية التمثل
شكل موضوع التمثلات محور انشغال كثير من الباحثين في أرووبا وأمريكا الشمالية، حيث جرى التركيز على دراسة تمثلات التلاميذ في علاقتها بالغايات والأهداف التربوية العامة، وأهميتها في تأسيس أشكال النشاط الديداكتيكي والبيداغوجي انطلاقًا من النظرة الفلسفية للمعرفة الانسانية باعتبارها تنطلق من الحدوس ومنها إلى المفاهيم لتنتهي ببناء الأفكار، إلا أنها لم تحظ من حيث درجة الاهتمام بمثل ما حظيت به اليوم، خاصة اهتمامات لوك وكانط حول ثنائية المعطيات الفطرية والمكتسبة.
وفي نهاية القرن التاسع عشر هذه الفترة شكلت إطار اهتمامات وأنشطة علمية واسعة استهدفت انتقال من الوضعية ما قبل العلمية إلى وضعية العلمية وبعد ذلك وفي هذا الإطار تندرج أعمال كاستون باشلار الذي أدخل مفهوم العائق الأبستمولوجي.
ولا يعرف البحث في مجال التمثلات تطورًا ملحوظًا إلا في السنوات الأخيرة حيث اعتبرت التمثلات عوامل أساسية يجب أخدها بعين الاعتبار من أجل تجاوز وضعية بناء المعارف وقد تطور هذا المفهوم، إلا أصبحت معظم الأبحاث في هذا المجال لا ترى في التمثلات نتاجًا فحسب، بل سيرورة بمعنى أنها بنيات ذهنية توظف في حالة تواجد المتعلم ومروره بوضعيته صعبة ودقيقة.
وظهر مصطلح التمثلات هذا لأول مرة في كتاب الفيلسوف شوبنهاور «الواقع كالإرادة والتمثل» الذي يرى من خلاله بأن التمثلات بأن التمثلات هي نتاج خفي لنشاط الإرادة.
وأيضًا سعي دوركايم جاهدا في تحديد طبيعة التمثلات الاجتماعية لجعلها موضوعًا علميًا مشروعًا بمقارنتها مع التمثلات الفردية، وانبثق هذا المفهوم من خلال الأعمال العلمية التي أتى بها كل من بونكاري وبروكلي لتأسيس كيفية انتقال الفكر قبل العلمي إلى الفكر العلمي.
علاقة التمثلات بعلم النفس التكويني
في إطار الأطروحة التي تنطلق من مبدأ تفاعل الذات بالمحيط، فالأبستمولوجيا التكوينية تهتم باليات نمو الفكر وتطوره من خلال دراستها للبناء العفوي عند الطفل في علاقته بالمفاهيم الرياضية والفيزيائية والنفسية وتوجد فيه مجموعة من النماذج الاستدلال.
ويعد التعليم فعلًا تربويًا وتدخلًا منظمًا، فالمدرسة اقترحت نموذجًا معرفيًا تحدد ضمنه تدخلات والمنهاج التي ترمي إلى تحقيق اكتساب التلميذ وذلك النموذج المعرفي، رغم كل هذا المعطيات تبقى الأبستمولوجيا التكوينية انعكاسًا في إسهامات على مجال الممارسة البيداغوجية، لا ينحصر دوره في إثارة انتباه الديداكتيكي أو لمكانزمات الفكر الخاصة بكل مرحلة من مراحل النمو.
ففي هذا السياق نجد أن بياجي يطرح مجموعة من التساؤلات والإشكاليات نذكر من بينها تلك التي وجهت أعمال المعهد الوطني الفرنسي للبحث البيداغوجي إلى إقامة علاقات بين علم النفس التكويني من جهة تمثلات المتعلمين خاصة بمختلف الميادين المعرفة العلمية وهي كالتالي:
– هل توجد حقيقة خارجية وموضوعية عند الطفل مثلما توجد عند البالغ؟
– هل الطفل قادر على التمييز بين الأنا والعالم الخارجي؟
فكل دراسات بياجي شكلت مقاربة شاملة لتناولها العديد من المظاهر تطور تمثل الطفل للواقع الخارجي في اكتسابه المعرفة.
انكباب بياجي عند الأطفال لدراسة أفكارهم المتواجدة في تصورهم للظواهر الطبيعية كالهواء والماء وحسب حركة السحب وأيضًا الآليات والأجهزة المألوفة كالدراجة والطائرة، وأخرج بياجي بدراسة أن مزاج الطفل يختلف.
تنوع المناحي المعرفية والمنهجية تجعل المدرس على بنية من أجوبة تلاميذه من أجل تفادي عنصر المفاجأة داخل الفصل الدراسي ولمعرفة الفكر السببي لدى المتعلم، وقد قسم بياجي الفكر السببي إلى مراحل ميز كل واحدة منها على الأخرى بخصائص متنوعة، فالأولى تتمثل في الاندفاع السيكولوجي، والغائية، والظاهرية، والمشاركة، والسحر، أما الثانية فتتجسد في تكوين أجوبة الطفل أكثر عقلنة بقدرته على الاستدلال واستعماله أدوات منهجية كالمماثلة، والتعميم، والاستنباط.
التمثلات أداة معرفية أم عوائق بيداغوجية:
التمثلات أداة معرفية
يرى كزافيي روجيرس ضرورة إدماج التمثلات في أنشطة الإدماج، كما يرفض البعض ثنائية: معرفة علمية ومعرفة عامية على أساس أن هذه الثنائية تثير العديد من التساؤلات حول جدلية موهومة، هي جدلية لا تعترف إلا بمحتوى المادة والدرس الذي نريد أن نلقنه للتلاميذ؛ وذلك ممكن انطلاقًا من نقطتين أساسيتين:
النقطة الأولى: هي الاقتناع بأن التثبت بوجود فرق بين التمثلات والمعرفة العلمية يعني فقر التمثلات معرفيًا، وخطأها علميًا.
النقطة الثانية: هي ضرورة الحذر من كل اختزالية تمتح من وضعانية متسرعة، إذ لا شيء يسمح بتحديد مملكة الحقيقة بالنسبة للعلم، بحيث إن المعطى العلمي يمكن أن يكون خاطئًا، كما أن المعرفة العلمية قد تعتبر تمثلًا للعالم الخارجي، يستجيب لقواعد محددة.
التمثلات عائق معرفي
يُعَدُّ غاستون باشلار، أول من قال بالعائقين الإبستيمولوجي والبيداغوجي، ورأى أن التعلم العلمي الحقيقي لا يمكن أن يحدث إلا عن طريق القطعية الأبستيمولوجية مع المعارف القبلية التي تبقى معارف ذاتية.
«إن التفكير العلمي لا يمكن أن يؤسس إلا من خلال تدمير التفكير اللاعلمي…».
إن اعتبار التمثلات عائقًا بيداغوجيا يفرز طريقتين للتعامل معها داخل الفصل:
طريقة أولى: تسمى بيداغوجيا التعديل، وترى أن التمثلات ذات وضع دلالي يسمح باستنتاج بعض الخلاصات البيداغوجية؛ وأهميتها تكمن في قدرتها على الكشف عن الأخطاء التي هي غير خارجة عن فعل المعرفة، بل هي محايثة له كما يؤكد أحد أقطاب الأبستيمولوجيا المعاصرين جورج كانغيلام.
طريقة ثانية: تسمى بيداغوجيا الإلغاء، وتقوم ضرورة إلغاء التمثلات بصفة نهائية وعدم أخذها بعين الاعتبار، وهذه هي طريقة التلقين.
التمثلات أداة وعائق
لقد تطور البحث في موضوع التمثلات تطورًا كميًا وكيفيًا، وامتد ليشمل المفاهيم القريبة من مفهوم التمثل، ومن مظاهر هذا التطور اتفاق أغلب الذين يشتغلون في مجال التربية والتعليم على أهمية التمثلات ومكانتها الأساسية في وضعيات الانطلاق والأنشطة الديداكتيكية.
وهكذا يمكن القول بأن التمثلات وسيلة معرفية وعائق بيداغوجي.
استثمار التمثلات في التدريس
إن التمثلات معطيات تستدعي أخذها بعين الاعتبار دائمًا، وتستوجب الملاءمة لتمثلات الآخرين قبل وخلال أي سيرورة تعليمية تعلمية. وعلى المدرس أن يكون فاعلا في خلق وبلورة هذه الملاءمة عبر وضعيات حقيقية ومتنوعة، يكون القصد منها اختبار جميع التمثلات المرتبطة على الخصوص بهذه الوضعية المحددة.
يمكن للمدرس استثمار وتوظيف تمثلات التلاميذ في ثلاث وضعيات على الأقل:
قبل بداية الدرس: حيث يقوم المدرس بجمع المعطيات ورصد تمثلات التلاميذ والتي لها علاقة معرفية بالمفاهيم الأساسية التي تكون هذا الدرس، أو الوحدة التعليمية.
قبل بداية الدرس: حيث يقوم المدرس بجمع المعطيات ورصد تمثلات التلاميذ والتي لها علاقة معرفية بالمفاهيم الأساسية التي تكون هذا الدرس، أو الوحدة التعليمية.
خلال الوضعية التعليمية/التعلمية: ويمكن بلورة ذلك عبر أربع إستراتيجيات هي:
1-إستراتيجية التشكيك في معرفة التلاميذ وتمثلاتهم.
2-إستراتيجية الحوارات المتعارضة التي تعني خلق علاقات أفقية وعمودية، بين التلاميذ.
3-إستراتيجية وضعيات استكشاف التمثلات.
4-إستراتيجية المواجهة بين المواجهة بين المعرفة المستهدفة ومعرفة التلاميذ.
بعد الوحدة التعليمية أو الدرس: باعتماد التقويم والتغذية الراجعة للتحقق من مدى تحقيق تغير المفهوم.
دور التمثلات ومعالجتها من قبل المدرس
إن تحقيق ما سبق ذكره رهين بتغيير المدرسين لنشاطهم وتعاملهم مع المتعلم والمادة المعرفية وكذا الخطأ وحمولة التلميذ، لأن الهدف من الإهتمام بالتمثلات هي تحويلها للوصول في النهاية إلى بناءات أكثر قربًا من الواقع وأكثر من أداء في حل المسائل المستقبلية، ولأن المدرسة حاليًا لا تقدم معارف جديدة فقط، بل تغير المعارف وتعطيها صبغة جديدة، إنها تعلم الطفل الكيفية والطريقة التي ينبغي أن يعرف بها.
تلعب التمثلات أدوارًا مهمة في العملية التعليمية التعلمية أهمها ما يلي:
1-التعرف عن الأنساق التفسيرية التي يعتمدها المتعلم في تصوره لمادة التدريس، وهنا يعتبر باشلار أن المهم ليس هو اكتساب معلومات جديدة، لكن المطلوب أساسًا هو تقييم المعلومات القديمة، أي تفكيك العوائق التي سبق وأن تكونت خلال الحياة اليومية، والتي تعيق اكتساب المعرفة العلمية.
2-تهيئ التلاميذ وإعدادهم لتطوير وتغيير تلك التمثلات الأولية من خلال مناقشتها وتحديد مكامن الخلل فيها وتحفيزهم للتساؤل والبحث عن معرفة أخرى لتصحيح أو إغناء تلك التصورات عن طريق الصراع المعرفي.
3-استثمار المدرس لحوارات التلاميذ المتنوعة ومساعدتهم على استكشاف طبيعة تصوراتهم حول موضوع الدرس، وبالتالي توجهيهم لعقد مقارنة بين المعرفة التي انطلقوا منها في بداية الدرس والمعرفة التي انتهوا إليها بعد المناقشات.
خلاصة
سيظل مفهوم التمثلات من بين المفاهيم المتشابكة الخيوط فهي تشكل البنيات الذهنية التي يستقي منها فكر المتعلم منطقه انطلاقًا من علاقته بالمحيط، فموضوع التمثلات له قيمة مضافة يزيدها إلى تطور العلوم عمومًا، وعلوم التربية بصفة خاصة، زيادة على ذلك أن الأخذ بعين الاعتبار لهذا المفهوم يؤدي إلى تطور المعارف وتطور المتعلم، صغيرًا كان أو كبيرًا في اكتسابه لهذه المعارف.