يعد نظام الكيتو الغذائي أحد حميات فقد الوزن التي ذاع صيتها مؤخراً؛ إذ إنها تعد بنتائج مبهرة وسريعة لخسارة الوزن مع السماح بتناول كميات كبيرة من الدهون والبروتينات في الوقت ذاته، والأمر الذي قد يبدو مثالياً للعديد ممن يرغبون بالوصول إلى وزن مثالي، ولكن ما لا يدركه البعض أنها قد تنطوي على العديد من المخاطر الصحية، كما أن هناك عددا من المحاذير التي يجب الانتباه إليها قبل اتباعها.
ما هو نظام الكيتو الغذائي ؟
باختصار هي نظام غذائي يعتمد على الحد من تناول الكربوهيدرات مع الإكثار من تناول الدهون، الأمر الذي يحفز الجسم على حرق الدهون بدلاً من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة، وبالتالي فقدان الوزن، حيث يقوم ذلك النظام بوضع الجسم في حالة “تراكم الكيتون” (Ketosis)، والتي تحدث عندما لا يجد الجسم كمية كافية من السكر بالدم لتوليد الطاقة، ومن ثم يلجأ إلى تحويل الدهون إلى الكيتونات ثم استخدامها للحصول على الطاقة.
مخاطر صحية محتملة لحمية الكيتو
1- حمية الكيتو قد تسبب أعراض إنفلونزا الكيتو
إن اتباع نظام الكيتو يتضمن تقليل كمية الكربوهيدرات بالطعام إلى أقل من 50 غراما في اليوم، الأمر الذي يتسبب في حدوث ما يشبه الصدمة للجسم، وفي خضم تحول الجسم من حرق السكريات والكربوهيدرات إلى استخدام الدهون والكيتونات للحصول على الطاقة، يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض شبيهة بالإنفلونزا، حيث يحدث الصداع والدوار والإرهاق والغثيان والإمساك، وقد تتحسن تلك الأعراض خلال بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، وأهم ما يجب الانتباه إليه ضرورة شرب كميات كبيرة من السوائل وتناول الأطعمة الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم خلال الفترة الأولى من اتباع حمية الكيتو، وفي حال استمرار تلك الأعراض لفترة طويلة يجب اللجوء إلى الطبيب.
2- حمية الكيتو قد تساهم في تكوين حصوات الكلى
تعتمد حمية الكيتو على الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون من مصادر حيوانية مثل البيض واللحوم والجبن بسبب عدم احتوائها على كربوهيدرات؛ إلا أن تناول كميات كبيرة من تلك الأطعمة قد يؤدي إلى زيادة خطر تكون حصوات الكلى، حيث أن أصناف الطعام تلك تتسبب في زيادة حموضة الدم، مما يؤدي إلى زيادة إخراج الكالسيوم عبر البول ومن ثم احتمالية تكون الحصوات.
3- حمية الكيتو تسبب مشاكل بالهضم وحدوث الإمساك
إن الحد من تناول الكربوهيدرات أثناء اتباع نظام الكيتو الغذائي قد يعني عدم الحصول على كميات كافية من الألياف أيضا. حيث أن العديد من الأطعمة الغنية بالألياف تحوي الكثير من الكربوهيدرات. لذا قد تتسبب حمية الكيتو في مشاكل بالهضم وحدوث الإمساك بفعل نقص الألياف. لذا ينصح باللجوء إلى تناول الأطعمة الغنية بالألياف الملائمة لنظام الكيتو مثل بذور الكتان، وبذور الشيا، وجوز الهند، والبروكلي، والقرنبيط، والخضروات المورقة.
4- حمية الكيتو قد تؤدي إلى نقص الفيتامينات والمعادن
إن الحد من تناول أطعمة معينة خلال حمية الكيتو، كبعض الفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة، قد يتسبب في عدم حصول الجسم على حاجاته من الفيتامينات والمعادن ومن ثم حدوث نقص أو عوز في بعض العناصر الغذائية. لذلك يقوم العديد من الأطباء بوصف مكملات غذائية من البوتاسيوم والصوديوم والمغنيزيوم والكالسيوم وفيتامينات ب و ج و ه لمن يتبعون حمية الكيتو. لكن يجب الانتباه إلى أن حدوث ذلك العوز يختلف من شخص لآخر تبعا للأطعمة التي يتناولها خلال الحمية.
5- حمية الكيتو قد تسبب زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة
تشير بعض الدراسات إلى أن الاعتماد على نظام غذائي غني بالدهون وقليل الكربوهيدرات يعتمد على الأطعمة الحيوانية بالأساس – كما بحمية الكيتو – قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة. إذ أشارت دراسة شملت 130 ألف شخص إلى وجود رابط بين اتباع نظام غذائي يعتمد على الأطعمة الحيوانية قليلة الكربوهيدرات وبين ارتفاع معدلات الوفاة الناجمة عن أمراض مزمنة كأمراض القلب والسرطان. وفي الوقت ذاته تشير دراسات أخرى إلى أن اتباع نظام غذائي يعتمد على الأطعمة النباتية قليلة الكربوهيدرات ترتبط بانخفاض معدلات الوفاة الناجمة عن الأمراض المزمنة.
محاذير يجب الانتباه إليها عند اتباع حمية الكيتو
– حمية الكيتو والمصابون بأمراض الكلى
يجب على المصابين بأمراض الكلى المزمنة تجنب اتباع حمية الكيتو. حيث أن الكلى المريضة تقل كفاءتها في التخلص من تراكم الأحماض بالبول نتيجة تناول الأطعمة الحيوانية، مما قد يؤدي إلى حدوث الحماض الذي يزيد من تفاقم أمراض الكلى. كما ينصح المصابون بأمراض الكلى المزمنة باتباع نظام غذائي يحوي القليل من البروتين، الأمر الذي لا ينطبق على حمية الكيتو الغنية بالبروتين. هذا بالإضافة إلى زيادة خطر تكون حصوات بالكلى كما أسلفنا سابقا.
– حمية الكيتو ومرضى السكري
أظهرت العديد من الدراسات أن حمية الكيتو قد تساعد المصابين بداء السكري على ضبط مستويات سكر الدم. إلا أنه في الوقت ذاته فإن مرضى داء السكري من النوع الأول الذين يتبعون نظام الكيتو قد يكونون أكثر عرضة لخطر حدوث نوبات نقص سكر الدم، والتي تعد خطيرة للغاية وقد تؤدي إلى حدوث غيبوبة أو إلى الوفاة حال عدم علاجها. لذا يجب على مرضى السكري عدم اتباع حمية الكيتو إلا بأمر من الطبيب وتحت إشرافه ومتابعته المستمرة.
– نظام الكيتو الغذائي والمصابون بأمراض مزمنة
تشير بعض الدراسات الأولية إلى احتمالية وجود تأثيرات سلبية عديدة أخرى لحمية الكيتو. لذا يجب على المصابين بأمراض مزمنة، كأمراض الكلى والقلب والكبد والسكري وأمراض العظام، عدم اتباع حمية الكيتو إلا بعد استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مخاطر صحية في تلك الحالة. وأخيرا، يجب توضيح أن هناك المزيد مما لا نعرفه بعد عن تأثيرات حمية الكيتو على الصحة على المدى الطويل، وأن هناك حاجة ماسة لإجراء المزيد من الأبحاث لتقصي الأمر.
تعليق واحد