رأي
يوتوبيا : عندما ينقسم المجتمع إلى طرفين نقيض وتختفي الطبقة الوسطى
رواية يوتوبيا لمؤلفها أحمد خالد توفيق .تتوقع كيف ستكون مصر عام 2023 لقد عزَلَ الأغنياء أنفسهم في يوتوبيا الساحل الشمالي تحت حراسة المارينز الأمريكيين؛ يتعاطون المخدرات ويمارسون المُتع المحرمة إلى أقصاها، بينما
ينسحق الفقراء أوالأغيار خارجها ينهش بعضهم لحم بعض من أجل العيش، دونماكهرباء أو صرف صحي أو رعاية طبية من أي نوع. ولكن حين يتسلل الراوي الأول (الصياد) وصديقته جرمينال خارج يوتوبيا بدافع الملل وبحثًا عن صيد بشري ويلاقي الراوي الثاني (الفريسة) ثم يحدث ما يُهدد الوضع المستقر بالانفجار. وفيما يلي أهم المقاطع التي يجب الوقوف عندها.
لماذا يوتوبيا ؟
الان فقط افهم لماذا عزلنا أنفسنا في يوتوبيا لم يعد في هذا العالم إلا الفقر والا الوجوه الشاحب التي تطل منها عيون جاحظة جوعى متوحشة. منذ 30 عاما كان هؤلاء ينالون بعض الحقوق اما اليوم فهم منسيون تماما هؤلاء القوم يتظاهرون بانهم احياء يتظاهرون بأنهم يأكلون لحما ويتظاهرون بأنهم يشربون خمرا وبالطبع يتظاهرون بانهم وأنهم نسوا مشاكلهم يتظاهرون بان لهم الحق في الخطيئة والزلل يتظاهرون بأنهم بشر .
الطبقة الوسطى
الطبقة الوسطى تلعب في أي مجتمع دور قضبان الجرافيت في المفاعلات الذرية انها تبطئ التفاعل ولولاها انفجر المفاعل مجتمع الطبقة الوسطى هو مجتمع مؤهل للانفجار وهذا ما يحدث بالضبط لكن الانفجار لم يقضي على الطبقه الثريه لقد نسف ما تبقى من الطبقة الوسطى وتحول المجتمع الى قطبين وشعبين حينها ادركت الطبقه الثريه انه لا حياة لها ما لم تنعزل بالكامل وبنفس منطق قلاع القرون الوسطى عندما كان الحكام يقيمون الحفلات الماجنة بينما الطاعون يفتك بمحيط الفقر الخارجي قناع الموت الاحمر اين قرات قصه تحمل هذا العنوان ومتى ومن كان كاتبها لا اذكر .
لماذا لا يثور هؤلاء على يوتوبيا ؟
هذا شيء يتكرر من حين لحين لكن ثورات القرن العشرين التي تحقق غرض الجموع قد صار تاريخا بائنا .فقد تعلم من هم فوق من اخطاء الاخرين لن يرى أحد مرة أخرى شاه إيران الذي يحلق بطائرته بحثا عن بلد يؤويه ولم ترى جثة شاوشيسكو أو موسوليني معلقة في ميدان عام . ان النظام الامني معقد ومتطور . اليوم هناك ستة أجهزة أمنية تراقب بعضها البعض ومهمة كل منها حماية الحكام ان ثورات اليوم هي أقرب إلى هوجة ثم تحلق طائرة الهليكوبتر لتلقي عدة قنابل وتطلق عدة طلقات فيتفرق الجميع .
النهاية
هذه المرة هم اعنف واكثر تصميما وتنظيمه يقولون ان احدهم ساعد اثنين من يوتوبيا على النجاه من ارض الأغيار و جعلهما يعيشان تحت سقفه لكنهما قتلاه وقطع يده بعدما اغتصبوا اخته العذراء تسللت الى كل كوخ وكل زقاق هناك واشعلت النفوس لقد تحملوا الكثير لكن يبدو ان هذه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير.