رياضة
الجمع العام لنادي الرجاء الرياضي : مدرسة في الديمقراطية

في ليلة الإثنين الثلاثاء، الموافق 7 يوليوز 2025، عاشت الجماهير الرجاوية لحظات تاريخية خلال الجمع العام لنادي الرجاء الرياضي العادي وغير العادي الذي انعقد بأحد فنادق الدار البيضاء. استمر هذا الجمع لأكثر من ثمان ساعات، وكان درسًا حقيقيًا في الديمقراطية، جسدت فيه إرادة المنخرطين وتطلعات الجماهير. في هذا الجمع، انتُخب السيد جواد الزيات رئيسًا جديدًا للنادي بعد منافسة شريفة مع كل من عبد الله بيرواين وسعيد حسبان، ليؤكد الرجاء مرة أخرى أنه ليس مجرد نادٍ رياضي، بل أيضا مدرسة في الديمقراطية التسييرية.
ما يميز الجمع العام لنادي الرجاء الرياضي هو تجسيده لمبدأ الديمقراطية الحقيقية، حيث يتمتع المنخرطون بحرية الاختيار والتصويت للمرشح الذي يرونه الأنسب لقيادة النادي. في هذا السياق، كان اختيار جواد الزيات انعكاسًا واضحًا لإرادة الجماهير الرجاوية، التي رأت فيه الشخصية القادرة على إعادة الفريق إلى سكة الألقاب وتحقيق الاستقرار الإداري. هذا الانسجام بين اختيار المنخرطين وتطلعات الجماهير يبرز تفرد تجربة الرجاء.
خلال الجمع العام، شهدنا نقاشات مستفيضة ومنافسة حامية، لكنها ظلت في إطار الاحترام المتبادل والشفافية. بدءًا من التحقق من النصاب القانوني، مرورًا بمناقشة التقارير الأدبية والمالية، وصولًا إلى التصويت في دورين انتخابيين، كانت كل المراحل تحترم القواعد الديمقراطية. في الدور الأول، حصل جواد الزيات على 67 صوتًا، متقدمًا على بيرواين (40 صوتًا) وحسبان (34 صوتًا)، ليحسم الدور الثاني المنافسة بـ91 صوتًا مقابل 43 لبيرواين. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل تعكس إرادة منخرطي النادي الذين عبروا عن خيارهم بحرية ونزاهة.
على عكس ما قد يحدث في بعض المؤسسات السياسية، حيث تُتخذ قرارات بعيدة عن تطلعات الشعب، فإن الرجاء الرياضي قدم نموذجًا يحتذى به في الديمقراطية التشاركية. المنخرطون، الذين يمثلون العمود الفقري للنادي، لم يكتفوا بالتصويت، بل شاركوا في نقاشات حول مستقبل النادي، بما في ذلك المصادقة على إحداث الشركة الرياضية، وهي خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الحكامة المالية والإدارية. هذا التفاعل يبرز الدور المحوري للمنخرطين في صنع القرار، وهو ما يجعل من الرجاء تجربة ديمقراطية متميزة.
إضافة إلى ذلك، فإن حضور ممثلي العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، بقيادة عبد السلام بلقشور، أضفى طابعًا من الشفافية والمصداقية على العملية الانتخابية. الجدل حول لائحة المنخرطين، الذي أخر انطلاقة الجمع لساعتين، تم حله بشكل ديمقراطي عبر قرار استبعاد 10 منخرطين من القائمة المتنازع عليها، مما يعكس احترام القوانين واللوائح. هذه التفاصيل تؤكد أن الرجاء لا يسعى فقط إلى انتخاب رئيس، بل إلى بناء نموذج تسييري يقوم على الشفافية والعدالة.
تجربة الرجاء في الجمع العام ليست مجرد حدث رياضي، بل درس حي في كيفية ممارسة الديمقراطية بمسؤولية وشفافية. في وقت قد تُثار فيه تساؤلات حول فعالية بعض المؤسسات المنتخبة في تمثيل الإرادة الشعبية، يقدم الرجاء نموذجًا يُظهر أن الديمقراطية الحقيقية ممكنة عندما تكون هناك إرادة جماعية واضحة. واختيار جواد الزيات، الذي يحظى بدعم الجماهير بفضل تجربته السابقة الناجحة بين 2018 و2020، هو دليل على أن صوت المنخرطين هو صوت الجماهير. ديما رجاء، ديما ديمقراطية!.