رأي
8 مارس يوم عالمي للمرأة : كفاكن حمقا يا نساء !
أغلب دول العالم تحتفل بيوم المرأة العالمي سنويا في 8 مارس ، الاحتفال يهدف إلى إحداث تغيير إيجابي حقيقي وتحقيق التكافؤ بين الجنسين . وتعتبر الألمانية “كلارا رازيتكين” هي أول قدم فكرة اليوم العالمي للمرأة ، الفكرة جاءت ضمن المؤتمر الثاني لمناقشة أوضاع النساء العاملات سنة 1910 ، وإعتمدته منظمة الأمم المتحدة بشكل رسمي دجنبر 1977 .
لماذا 8 مارس بالضبط
يوضح الأستاذ يوسف صالح في كتابه لعنة اليهود الفصل الثاني بأن يوم 8 مارس مجرد خرافة قديمة وأسطورة عبرانية لشخصية (أسطير) الفتاة اليتيمة ابنة أبيغائيل المنحدر من قبيلة بنجامين والتي سُبيت مع ابن عمها مردخاي بنشمعي ابن قيس الذي كان يسكن آنذاك في ياقنيا تحت حكم الملك نبوخذ نصر، (أسطير) وقع عليها الاختيار لجمالها وأنفتها لتعويض وشطا (زوجة الملك أهشويرش المتوفية) والتي حمت حسب الأسطورة “479 ق.م” شعبها من ظلم وجبروت الوزير هامان الذي كان يأمر اليهود في شخص مردخاي بالسجود له كلما مر من أمامهم لكنهم أبوا ذلك، ليقرر هامان القضاء عليهم، لتستغل موقعها كملكة للمساهمة في خلاص شعبها اليهودي من المذبحة ولتحتفظ لها بذلك ليس فقط الذاكرة التاريخية بل و تم تثبيتها حتى في كتبهم المقدسة، ويوم 8 مارس يناسب حسب التقويم القمري العبري عيد (يوم مردخاي) أو (الفوريم) الذي يحتفل به بنو إسرائيل الذي يعني لهم الانتقال من فصل الشتاء إلى فصل بداية الربيع .
المرأة بين الدين والتقاليد
لقد عاشت المرأة قروناً متطاولة، ولدى كافة المجتمعات، تعاني من ظلمة التهميش، وعنف التمييز، وقسوة اللا مساواة، حتى جاء الإسلام منصفاً لها، ومكرماً لمكانتها، ومقرراً لحقوقها، ورافعا من شأنها، فكانت المرأة أول من آمن، وأقبل على هذا الدين، وأكبر من ناصر وساند رسوله، عليه الصلاة والسلام، وندد كتاب الله تعالى الخالد بأهل الجاهلية بمعاملتهم اللاإنسانية للمرأة، وما أروع رسول الإسلام في معاملته المثلى للمرأة، إنه صلى الله تعالى عليه وسلم، أكبر ناصر لها، وأعظم مساند لحقوقها، لقد حظيت المرأة لدى الرسول، عليه الصلاة والسلام بأرقى أنواع المعاملة، وكان آخر وصاياه ألا فاستوصوا بالنساء خيراً، وكانت للمرأة المسلمة مشاركة عملية واسعة في عهدي الرسول والراشدين، ثم تغيرت المجتمعات العربية تحت ثقل التقاليد، وجاء حين من الدهر، تغيرت النظرة المجتمعية للمرأة، فهضمت حقوقها، وهمّش دورها المجتمعي، وكانت المفارقة الصارخة بين التعاليم والتقاليد، وربما يجدر بالخطباء والدعاة ألا يكتفوا بتوضيح تعاليم الإسلام بشأن المرأة، بل عليهم، أيضاً، أن يستنكروا سطوة التقاليد الظالمة للمرأة، كما أن عليهم أن يجتهدوا في استنباط فهم مستنير لمقاصد الإسلام، يجسر الفجوة بين حقوق المرأة في الإسلام وحقوقها في الفهم السائد.
بيت القصيد
الخلاصة هنا أن ما تحتاج المرأة ليس يوما عالميا يذكرها بالدونية وسطوة الرجل ، بل تحتاج فهما عميقا بقدرها وحدودها كما رسمها الإله العادل يجعلها تتبوأ مكانتها الفضلى إلى جانب الرجل في المجتمع ، وأن لا تنصت لصيحات الغرب المنفصم الذي يعدها بالمساواة و المناصفة ثم يبيعها في سوق الأشياء بدعوى التحرر.