تاريخ
اتاي المغربي : كيف دخل إلى المملكة الشريفة ؟ وكيف استوطن ؟
قطع اتاي المغربي مساراً طويلاً في المملكة الشريفة، من رمز للعناية والتشريف انطلق شربه من القصر، لينتقل إلى كبار القوم متبعين النموذج المخزني، ثم إلى عامة الناس، وذلك مع تغلغل الاقتصاد الرأسمالي في البلاد، وهكذا انتقل الشاي من كأس “البلار” إلى كأس “العنبة” إلى كأس “حياتي”، ومهما تغيرت ثقافة الشاي وطقوسه، يبقى الأتاي، ذلك المشروب السحري الأكثر شعبية واستهلاكاً في المغرب.
دخوله إلى المغرب
دخل الشاي إلى المغرب في مطلع القرن الثامن عشر، في عهد السلطان المولى إسماعيل، في سياق الهدايا المحمولة إلى السلاطين وكبار رجال المخزن (إدارة الدولة)، وظلّ طوال هذه الفترة حكراً على الوسط المخزني، وإلى حدود بداية القرن التاسع عشر ظلّ المشروب الجديد محصوراً في البلاد وفي أوساط علية القوم، وما بين الثلاثينيات والستينيات من القرن التاسع عشر، انتشر الشاي في الوسط الحضري، لكن لم يصبح في متناول أبناء المجتمع كافة إلا ابتداء من أربعينيات القرن العشرين، كما يقول الباحث محمد حبيدة في القراءة التي قدمها لكتاب “من الشاي إلى الأتاي، العادة والتاريخ” لمؤلفيه عبد الأحد السبتي وعبد الرحمن لخصاصي.
الشاي المغربي أم اتاي المغربي
سيطرت بريطانيا على توزيع الشاي في المغرب، واقتبس المغاربة من الإنجليز عادة تحلية الشاي، وأضافوا النعناع إلى المكونات كلمسة مغربية ظلت مُسجّلة باسمهم. يطلق المغاربة جميعهم على الشاي “أتاي” و”تاي”، وهو تعريب لاسمه بالإنكليزية “Tea“.يحكي كلٌّ من الكاتبين عبد الأحد السبتي وعبد الرحمن الخصاصي في كتابهما “من الشاي إلى الأتاي: العادة والتاريخ” أنه بعد دخوله للمغرب ساهم الشاي في العديد من التحولات السياسية والاقتصادية في هذا البلد، وكان البطل الذي دارت حوله أحداث عدة؛ ففي القرن التاسع عشر، عمد السلطان الحسن الأول إلى تقديم الشاي والسكر والأواني الفضية كهدية لرؤساء وزعماء القبائل الذين يرفضون الخضوع لسلطته أو يترددون في إعلان ولائهم، وسرعان ما آتت هذه السياسة أُكلها وبسط السلطان نفوذه على هذه القبائل دون حروب، وإنما اعتمادا على قوة طعم الشاي.
تعليق واحد