fbpx
علوم

نظرية التطور : الحقائق العلمية التي يستند إليها علماء التطور

في كتاب كيف بدأت الحياة للعالم إيرفينغ أدلر (Irving Adler) يشير إلى أن الدراسات أثبتت أن الحياة وجدت على الأرض منذ أكثر من 2 مليار سنة، وأنه على مدى ثلاثة أرباع هذا الوقت تطورت الكائنات الحية من الكائنات وحيدة الخلية إلى النباتات والحيوانات التي تعيش في البحار، وهي موجة واحدة من موجات التطور( نظرية التطور )، التي نشأ عنها فيما بعد نباتات وحيوانات تطورت هي الأخرى من كائنات أولية بسيطة إلى كائنات أكثر تعقيدًا، فالنباتات في البداية مثلًا اتخذت شكل الطحالب، أما النباتات المزهرة فلم تظهر إلا منذ 165 مليون عام فقط.

أما عن تطور الحيوانات، فقد بدأت من كائنات وحيدة الخلية مثل الأميبا حتى وصلت إلى الكائنات الفقارية، والتي تتميز بوجود عمود فقري يحتوي على فقرات عظمية داخل أجسادها وتشمل الأسماك والبرمائيات والطيور والزواحف وصولًا إلى الثدييات، والتي تعتبر أرقى الكائنات العضوية.


وتشير نظرية التطور إلى أن الإنسان لم تكن بدايته كما عهدناها الآن؛ فيشير يحيى مرسي عيد في كتابه «أصول علم الإنسان» إلى أن نتائج العلم الحديث وخاصة نظرية التطور تُظهر أن الإنسان العاقل لم يتواجد في الكون بين عشية وضحاها، وإنما صدرت خصائصه الفيزيقية منذ حقب بعيدة عبر الزمن تعود إلى ماضي ما قبل التاريخ، وأن المراحل التطورية للإنسان تشير إلى ثلاث مراحل تطورية فيزيقية وهي مرحلة ما قبل الإنسان، ومرحلة القرب من الإنسانية، والمرحلة الأخيرة وهي مرحلة الإنسان العاقل.

وعلى الرغم من أن هناك حالة جدل واسعة حول تطور الإنسان من القردة، ولماذا لم تتطور قردة العالم الحديث بعد، إلا أن علماء التطور يشيرون لأن الإنسان لم يتطور عن قردة العالم الحديث، بل تطور عن نوع منقرض من قردة العالم القديم، كما يشيرون إلى أن القردة العليا عديمة الذيل هي أقرب الأقرباء للإنسان، وأن هناك براهين من علم الفلك والجيولوجيا والعلوم العضوية مثل البيولوجيا والأنثروبولوجيا تؤيد نظرية التطور مثل التشابه الكبير بين كل الكائنات الحية والذي اكتشفه عالم الأحياء السويدي «كارل لينيوس» حيث كان أول من يضع نظام التصنيف العلمي لتجميع الأنواع التي تشترك في الخصائص الحيوية، وأشار إلى أن كل الكائنات الحية مكونة من خلايا وأن أصغر الحيوانات والنباتات تتكون من خلية واحدة، وبالتالي فالكائنات الحية كلها تعتبر عائلة كبيرة. وعلى الرغم من أن هناك اختلافات بين الأنواع إلا أن هناك تشابهات كبيرة أيضًا؛ فالثعلب والذئب يشبهان الكلب، والقط يشبه النمر والأسد مثلًا.

كان البرهان الثاني الذي اعتمد عليه علماء التطور، هو التشابه في التركيب العضوي ما بين الإنسان والحيوانات التي تليه في الرتبة، والتي تتمثل في العمود الفقري والهيكل العظمي وكذلك العضلات والأمعاء والأعصاب والأوعية الدموية، هذا بالإضافة إلى تشابه التكوين الجنيني والتي أشار إليها الدكتور يحيى مرسي قائلًا: «نجد أن الجنين البشري في أول مدارج تخلقه يتعذر تميزه عن بقية أجنة ذوات الفقار». ويستكمل أنه في مراحل متقدمة من تكون الجنين تبدأ الانحرافات التي تميزه عن جنين القرد، في حين أن جنين القرد ينحرف عن جنين الكلب في تخلقه بنفس مقدار الاختلاف ما بين جنين القرد والإنسان.

أما البرهان الثالث والذي يعد أكثر قوة، هو وجود بقايا ومخلفات عصور قديمة داخل جسد الإنسان نفسه، فهناك أعضاء داخل جسد الإنسان كانت لها منفعة سابقًا إلا أنها الآن ضمرت وتعطلت وظائفها وصارت الآن في جسد الإنسان لا نفع منها إلا أنها تربطه بعالم الحيوانات التي ما زالت تمتلك مثل تلك الأعضاء وهي ذات نفعٍ لها، وهو ما يقول علماء التطورأنها ستختفي من جسد الإنسان في المستقبل القريب، وذلك مثل الزائدة الدودية والتي يشير الأطباء أنها لا تخدم أي منفعة في عملية الهضم،

ولكنها كانت ذات منفعة في عصور قديمة كان المكون الغذائي فيها للبشر يعتمد على النباتات بشكلٍ خالص، وشعر الجسم، وعضلات الأذن والتي تساعد على تحريك الأذن وما زالت موجودة عند الكلب والأرنب، ويستخدمونها في تحريك آذانهم بشكلٍ مستقل، وضرس العقل والذي لم يعد متناسبًا مع حجم الفك الحالي للإنسان مما يعيق صحة الأسنان، والحقيقة أن 32% من البشر الآن لم يعد ينمو لديهم ضرس العقل، في إشارة إلى تكيف أجسادهم مع التطور الأخير لشكل الفك، والعصعص في نهاية العمود الفقري والذي يتكون من ثلاثة إلى خمسة فقرات تعرف ببقايا الذيل، وهي بقايا فقرات تدل على أن الأسلاف كانوا يتجولون بذيول.

أما البرهان الأخير فهو الحفريات التي تم العثور عليها للحيوانات أو الإنسان الأول أو النباتات التي كانت تعيش في الماضي ولكنها انقرضت الآن؛ فقد اكتشف علماء الحفريات في جورجيا بقايا خمسة أشخاص بدائيين يعود تاريخهم إلى 1.8 مليون سنة، وقد أشار ديفيد لوردكيبانيدز «مدير المتحف الوطني الجورجي» للجارديان أن البشر البدائيين كانوا قصار القامة مع أدمغة صغيرة وساقين متطورين بقوة، وتشير بقايا أخرى إلى أنهم عاشوا جنبًا إلى جنب مع الحيوانات المفترسة بما في ذلك القطط المسننة.

الوسوم

محمد بوحدة

محرر ، مصمم مواقع وخبير في الأرشفة

مقالات ذات صلة

إغلاق